فضل سورة الإخلاص .
مرسل: الأربعاء فبراير 15, 2017 9:42 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنَّ حبَّ هذه السورة والقراءة بها في الصلاة يوجب محبَّة الله لمن قرأ بها، لقوله في الحديث: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ»، وفي هذا دليل على أن سلامة المعتقد وحسن فهم التوحيد من أعظم أسباب محبة الله لعباده-إنَّ حبَّها يوجب دخول الجنة، فقد روى البخاري معلَّقا في «صحيحه» (774) ووصله الترمذي (2901) عن أنس قال: «كانَ رجلٌ من الأنصار يؤُمُّهم في مسجِد قُباء، وكان كلَّما افتتَح سورة يقرأ بها لهم في الصَّلاة ممَّا يقرأُ به افتتَح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾حتى يفرَغ منها، ثم يقرأ بسورةٍ أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلِّ ركعة، فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنَّك تفتتح بهذه السُّورة ثمَّ لا ترى أنَّها تجزئك حتَّى تقرأ بأُخرى، فإمَّا أن تقرأ بها وإمَّا أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبروه الخبر، فقال: «يَا فُلاَنُ! مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟» فقال: إنِّي أحبُّها، فقال:«حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ».
وروى مالك (435) والترمذي (2897) والنسائي (994) بإسناد صحيح عن أبي هريرة يقول: «أقبلتُ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسمِع رجلاً يقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾؛ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَجَبَتْ»، قلت: وما وجبت؟ قال: «الجَنَّةُ».
وروى أحمد (5/ 437) بإسناد حسن عن معاذ بن أنس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ قَرَأَ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشر مَرَّاتٍ بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الجَنَّةِ».
- إنَّ قراءتها توجب مغفرة الذنوب؛ فقد روى الدارمي (3292) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (704) بإسناد صحيح عن رجل من الصَّحابة يقول: «صحِبت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفَرٍ، فسمع رجلاً يقرأ ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ فقال: «قَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»، وسمع آخر يقول: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فقال: «غُفِرَ لَهُ».
- إنَّها تكفي من الشَّر وتمنعه؛ لما ثبت في «السنن» إلا ابن ماجه عن عبد الله بن خبيب قال: «خرَجنا في ليلة مطَرٍ نطلُب النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليصلِّي لنا فأدركناه، فقال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قلت: يا رسول الله! ما أقول؟ قال: «﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وَالمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».
- إنَّ الدُّعاء بها مستجاب؛ ففي «السنن» و «مستدرك الحاكم» بإسناد صحيح عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - سمع رجلاً يصلِّي يدعو يقول: «اللهمَّ! إنِّي أسألُك بأنِّي أشهَدُ أن لا إلَه إلاَّ أنتَ، الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلِد ولم يُولَد، ولم يكُن له كفوًا أحد» قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَهُ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ»
وفي «المسند»، و«سنن أبي داود» عن محجن بن الأدرع أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل المسجد فإذا برَجلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّد وهو يقول: «اللَّهم! إنِّي أسألُك بأنَّك الواحدُ الأحَدُ الصَّمدُ الَّذي لم يلِد ولم يُولَد ولم يكُن له كفوًا أحد، أن تغفِر لي ذنوبي، إنَّك أنتَ الغفُور الرَّحيم»، فقال نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثلاثَ مرَّاتٍ:«قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ».
- إنَّها تضمنت الرد على اليهود والنصارى والمشركين وهي حجة الله على خلقه، حتى قال السيوطي في «الإكليل»: «فيها الرد على اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والمجسمة والمشبهة والحلولية والاتحادية وجميع الأديان الباطلة»، ويدل على هذا ما رواه البخاري في «صحيحه» (4974) عن أبي هريرة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ربِّه: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّل الخَلْقِ بِأَهْوَن عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللُه وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ».- وإنَّ من أعظم فضائل الإخلاص بحيث لا تشاركها ولا تقاربها ولا تنافسها سورة أخرى في هذا الفضل كونها تعدل ثلث القرآن، أي أن قارئها له فضل وثواب من قرأ عشرة أجزاء من القرآن، علما أن كل حرف في القرآن بحسنة، وقد جاءت أحاديث صحيحة في إثبات هذا الفضل بلغت مبلغ التواتر كما يقول ابن القيم وغيره من العلماء.
فمن ذلك ما رواه البخاري في «صحيحه» (5014) من حديث أبي سعيد الخدري أن: «رجلاً سمع رجلاً يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ يردِّدها، فلمَّا أصبح جاء إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكر ذلك له - وكأنَّ الرجل يتقالُّها -، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ».
ومن ذلك ما رواه البخاري (5015) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأصحابه: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟» فشق ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «اللهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ القُرْآنِ».
أما الصلاة فكان يقرأ بها في الركعة الثانية من سنة الفجر، وكان يقول عنها وعن سورة الكافرون: «نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا» وأخرج ابن حبان في «صحيحه» (2460): باب «ذكر إثبات الإيمان لمن قرأ سورة الإخلاص في ركعتي الفجر» وساق بسنده إلى جابر بن عبد الله أن رجلا قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ»، وقرأ في الأخرى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ حتى انقضت السورة، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «هَذَا عَبْدٌ آمن بِرَبِّهِ».
__________
منقول بتصرف
__________
أنَّ حبَّ هذه السورة والقراءة بها في الصلاة يوجب محبَّة الله لمن قرأ بها، لقوله في الحديث: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ»، وفي هذا دليل على أن سلامة المعتقد وحسن فهم التوحيد من أعظم أسباب محبة الله لعباده-إنَّ حبَّها يوجب دخول الجنة، فقد روى البخاري معلَّقا في «صحيحه» (774) ووصله الترمذي (2901) عن أنس قال: «كانَ رجلٌ من الأنصار يؤُمُّهم في مسجِد قُباء، وكان كلَّما افتتَح سورة يقرأ بها لهم في الصَّلاة ممَّا يقرأُ به افتتَح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾حتى يفرَغ منها، ثم يقرأ بسورةٍ أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلِّ ركعة، فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنَّك تفتتح بهذه السُّورة ثمَّ لا ترى أنَّها تجزئك حتَّى تقرأ بأُخرى، فإمَّا أن تقرأ بها وإمَّا أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبروه الخبر، فقال: «يَا فُلاَنُ! مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟» فقال: إنِّي أحبُّها، فقال:«حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ».
وروى مالك (435) والترمذي (2897) والنسائي (994) بإسناد صحيح عن أبي هريرة يقول: «أقبلتُ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسمِع رجلاً يقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾؛ فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَجَبَتْ»، قلت: وما وجبت؟ قال: «الجَنَّةُ».
وروى أحمد (5/ 437) بإسناد حسن عن معاذ بن أنس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ قَرَأَ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشر مَرَّاتٍ بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الجَنَّةِ».
- إنَّ قراءتها توجب مغفرة الذنوب؛ فقد روى الدارمي (3292) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (704) بإسناد صحيح عن رجل من الصَّحابة يقول: «صحِبت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفَرٍ، فسمع رجلاً يقرأ ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ فقال: «قَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»، وسمع آخر يقول: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فقال: «غُفِرَ لَهُ».
- إنَّها تكفي من الشَّر وتمنعه؛ لما ثبت في «السنن» إلا ابن ماجه عن عبد الله بن خبيب قال: «خرَجنا في ليلة مطَرٍ نطلُب النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليصلِّي لنا فأدركناه، فقال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قال: «قُلْ!» فلم أقل شيئًا، ثم قلت: يا رسول الله! ما أقول؟ قال: «﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وَالمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».
- إنَّ الدُّعاء بها مستجاب؛ ففي «السنن» و «مستدرك الحاكم» بإسناد صحيح عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - سمع رجلاً يصلِّي يدعو يقول: «اللهمَّ! إنِّي أسألُك بأنِّي أشهَدُ أن لا إلَه إلاَّ أنتَ، الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلِد ولم يُولَد، ولم يكُن له كفوًا أحد» قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَهُ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ»
وفي «المسند»، و«سنن أبي داود» عن محجن بن الأدرع أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل المسجد فإذا برَجلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّد وهو يقول: «اللَّهم! إنِّي أسألُك بأنَّك الواحدُ الأحَدُ الصَّمدُ الَّذي لم يلِد ولم يُولَد ولم يكُن له كفوًا أحد، أن تغفِر لي ذنوبي، إنَّك أنتَ الغفُور الرَّحيم»، فقال نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثلاثَ مرَّاتٍ:«قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ».
- إنَّها تضمنت الرد على اليهود والنصارى والمشركين وهي حجة الله على خلقه، حتى قال السيوطي في «الإكليل»: «فيها الرد على اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والمجسمة والمشبهة والحلولية والاتحادية وجميع الأديان الباطلة»، ويدل على هذا ما رواه البخاري في «صحيحه» (4974) عن أبي هريرة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ربِّه: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّل الخَلْقِ بِأَهْوَن عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللُه وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ».- وإنَّ من أعظم فضائل الإخلاص بحيث لا تشاركها ولا تقاربها ولا تنافسها سورة أخرى في هذا الفضل كونها تعدل ثلث القرآن، أي أن قارئها له فضل وثواب من قرأ عشرة أجزاء من القرآن، علما أن كل حرف في القرآن بحسنة، وقد جاءت أحاديث صحيحة في إثبات هذا الفضل بلغت مبلغ التواتر كما يقول ابن القيم وغيره من العلماء.
فمن ذلك ما رواه البخاري في «صحيحه» (5014) من حديث أبي سعيد الخدري أن: «رجلاً سمع رجلاً يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ يردِّدها، فلمَّا أصبح جاء إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكر ذلك له - وكأنَّ الرجل يتقالُّها -، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ».
ومن ذلك ما رواه البخاري (5015) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأصحابه: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟» فشق ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «اللهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ القُرْآنِ».
أما الصلاة فكان يقرأ بها في الركعة الثانية من سنة الفجر، وكان يقول عنها وعن سورة الكافرون: «نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا» وأخرج ابن حبان في «صحيحه» (2460): باب «ذكر إثبات الإيمان لمن قرأ سورة الإخلاص في ركعتي الفجر» وساق بسنده إلى جابر بن عبد الله أن رجلا قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ»، وقرأ في الأخرى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ حتى انقضت السورة، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «هَذَا عَبْدٌ آمن بِرَبِّهِ».
__________
منقول بتصرف
__________